×  
بحث  
كل ما يهمك فى الحياة العملية والجامعية
خطوط حمراء

العشق هل هو حقاً ممنوع؟؟؟

PDF More Share by Email Twitter Share Facebook Share WhatsApp Share

بحر الحياة مليان بغرقي الحياة
صرخت خش الموج في حلقي ملاه
قارب نجاة ! .. صرخت قالوا مفيش
غير بس هو الحب قارب نجاة
"صلاح جاهين"

الحب تلك الرغبة المحمومة في داخلك ان تكون مقبولاً ومرغوباً من شخص آخر. هو تلك المشاعر المتأججة في داخلك التي تشتاق ان تهبها لتلك الفتاة التي لا تغادر مخيلتك. بموت فيها بحبها ومقدرش اعيش من غيرها. بهذه العبارات وغيرها اعتدنا التعبير عن حبنا، و رغبتنا في الإرتباط بشخص ما من الجنس الآخر. وكشرقيين تعودنا أن يكون داخلنا جميعاً شعور بالذنب من الوقوع في غرام شخص ما او حب شخص ما. والإحساس أن هذا الامر يتعارض مع التدين او العلاقة مع الله. لكن هل فكرت من قبل في ما هو الحب بالظبط؟. وهل من الممكن ان يكون الحب هو جوهر العلاقة مع الله؟؟؟ّ. أعلم ان كلامي قد يكون غريب عليك ولكن دعني اشرح لك الأمر في السطور القليلة القادمة.

كلمة حب لها 3 مرادفات في حياتنا:

الأول: (العشق الشهواني).

هو في الأساس أنانية شديدة ورغبة جامحة وميل نحو التملك. هو ببساطة وضع كل احتياجاتي امام عيني والبحث عن من يلبي تلك الرغبات. فالفتاة تبحث عن فارس الأحلام الذي يحقق رغباتها. والشاب يبحث عن حلم المعشوقة الهائمة التي تستطيع اشباعه .هو ببساطة هو خلق صورة خيالية داخلي عن ما اتوقعه من الطرف الآخر والغرق في الهيام و العشق لتلك الصورة الخيالية الخارجة من عقلي والبعيدة عن حقيقة الطرف الآخر والضغط على الطرف الآخر ليشابه الصورة الخيالية التي قد قمت انا بخلقها.

هذا النوع من الحب الجسدي هو حب الإنسان لنفسه وهو حب أناني متمركز حول الذات .هو عشق للذات وتثبيت لمرحلة الطفولة.

وهو الذى يريد أن يمتلك الآخر فهو يتعامل مع الآخر كشىء و ليس شخص ،ومهما صبغت ذلك الشعور بعبارات التقدير أو الوصف الجيد فهذا لا يغير أي شيء من حقيقته. فما الفائدة من اضافة معطرات لمياه الصرف الصحي. فهذا لن يغير من حقيقة انها غير صالحة للشرب.

وهذا الحب المتمركز حول الذات يتخذ الآخر مجالاً لإشباع الشهوات والرغبات . وأسمح لي ان افاجئك ان للأسف هذا الحب الوهمي هو الذي تتحدث عنه اغلب أغاني وافلام العشق مما رسخ داخلنا - دون ان نشعر- ان هذا هو شكل الحب الحقيقي. وهو في الحقيقة أكبر مدمر له.فالحب الحقيقي ليس الشهوة. وتنتهي هذه العلاقة أما بحصول احد الطرفين على رغبته من الآخر قبل الإرتباط وبعدها كراهية شديدة من الطرفيين للآخر ونهاية العلاقة. أو الزواج ثم الشعور بالإحباط الشديد لإنهيار كل تلك الأحلام وغالباً ما يحدث الإنفصال بعد الشهور الأولى من الزواج.

الثاني: (الحب الأخوي).

وهو حب متبادل من خلاله تسود مشاعر الود. هو كل مشاعر الحب والتقدير الموجودة في الصداقة والمحبة الأخوية وهو الذي يتمثل في المشاركه الوجدانيه بين الأشخاص في الآلم والسرور والشعور بمساوه بين ذاتي وذات الأخرين. وغالباً يكون الحب مسبباً مثل احبك لأنك اخي أو لأنك تفهمني. أحبك لأني استمتع بقضاء الوقت معك.

الثالث: (الحب الحقيقي).

هو الحب الباذل المُضحى ، هو محبة تجاه الطرف الآخر غير مشروطة وغير مسببة. محبة رغم عيوب الطرف الآخر. حب هدفه في المقام الأول العطاء والتضحية لأجل الطرف الآخر.هو حب ناضج وواعى. وقد ظهرت في المسيحية في اسمى صورها على الصليب حين قرر السيد المسيح ان يضحي بنفسه لأجل البشرية التي أحبها. "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية".1 انها المحبة المضحية الباذلة. وهذه كانت وصية الله "ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها".2

1- تقوم علي التبادل والمشاركة بينما (العشق الشهواني) يقوم علي العشق الذاتي والاندفاع المستمر

2- (العشق الشهواني) ينشد اللذة والتهور بينما (الحب المضحي) قوم علي تفضيل مصلحة الآخر ويستند إلي التعقل.

3- (الحب المضحي) يتجه نحو الآخر بينما (العشق الشهواني) يقوم علي التمركز حول الذات

4- (العشق الشهواني) رغبة وشوق واشتهاء بينما (الحب المضحي) هو بذل وعطاء وتضحية بالذات

5- (الحب المضحي) تهتم أن تعطي أكثر مما تأخذ بينما (العشق الشهواني) هتم أن تأخذ أكثر مما تعطي.

(العشق الشهواني) ينشد متعة الذات...

في حين أن الأغابيه تهب نفسها للآخرين.....

أن المسيحية قدمت مفهوما جديدا للحب يختلف اختلافا جذريا عن مفهوم الحب الشهواني عند البشر بما فيه من أنانية ورغبة جامحة وميل نحو التملك . أن مفهوم (الحب المضحي) في المسيحية لا يعني الاقتصار علي محبة الله فقط بل يمتد أيضا إلي محبة البشر جميعاً وهذا هو ما عبر عنه الوحي المقدس بقوله بقوله "إن قال احد أني أحب الله وابغض أخاه فهو كاذب . لان من لا يحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره"3 فالله يريد منا أن نحب إخواتنا في الإنسانية محبة عاملة تضمد جراحهم وتمسح دموعهم وتأخذ بأيديهم.

1 إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسا يطن أو صنجا يرن.
2 وإن كانت لي نبوة، وأعلم جميع الأسرار وكل علم، وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال، ولكن ليس لي محبة، فلست شيئا.
3 وإن أطعمت كل أموالي، وإن سلمت جسدي حتى أحترق، ولكن ليس لي محبة، فلا أنتفع شيئا.
4 المحبة تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر، ولا تنتفخ،
5 ولا تقبح، ولا تطلب ما لنفسها، ولا تحتد، ولا تظن السؤ،
6 ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق،
7 وتحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء.
8 المحبة لا تسقط أبدا.

هذه الكلمات الخالدة من الكتاب المقدس "كلمة الله"

اسمح لي ان أسألك قبل ان اتركك أي نوع من المحبة في حياتك؟ عندما تتحدث عن الحب ماذا تعني؟

هل اختبرت المحبة الإلهية في حياتك؟ الله يحبك ويدعوك لتصبح ابناً له ليغمرك بذلك الحب الحقيقي فهل تقبل؟

لمعرفة المزيد عن تلك المحبة الإلهية إضغط هنا

 التعرف على الله معرفة شخصية
 إذا كان لديك أى سؤال أو تعليق على هذا المقال، رجاء أرسل لنا الآن

الحواشي: [1] الكتاب المقدس بشارة يوحنا الإصحاح 3 أية 16 [2] الكتاب المقدس الرسالة إلى أهل أفسس الفصل 5 أية 25 [3] الكتاب المقدس رسالة يوحنا الأولى الفصل 4 أية 20


شارك مع أخرين
More Share by Email Twitter Share Facebook Share WhatsApp Share