بعض الناس يعيشون حياتهم بنجاح مستغلين الفرص والبعض الآخر مثلي أنا يمرون في الحياة مروراً فتهزهم العلاقات أو الإدمان بمختلف أنواعه أو الأحداث المشوشة التي لا نستطيع التنبؤ بها. علامات الإكتئاب يمكن أن تنشأ من اتخاذ قرارات سيئة واحد تلو الأخر.
فعلى سبيل المثال لقد ارتكبت خطأ في أول ليلة رومانسية لي حيث أصبحت ثملاً جداً فوقعت في غيبوبة وكل ما أتذكره هو هز الرجل لكتفي وهو يقول :" حان وقت العودة إلى المنزل.
استمرت الأحداث والاختيارات الرديئة. كان ينبغي أن أشعر بالبهجة لمعرفة أنني كنت متمرساً جداً في علاقات المتعة إلاّ أنه بدلاً من ذلك أصبح الفراغ والإكتئاب حالتين متناميتين في قلبي، ولم تعد مغامراتي تجلب لي اندفاعات الحرية والفردية والدهشة، في الواقع كنت عكس ذلك كنت أشعر بأن نفسي رهينة الحاجات المستمرة ومبتلاة بمشاعر اليأس المتكررة.
قمت بقيادة سيارتي إلى احدى المدن مع صديقي سامر الذي انتقل للعيش معي بعد أن أمضينا الستة أشهر الماضية و نحن نجرب عقاقير الهلوسة معاً.
وجدنا منزلاً صغيراً نستطيع استئجاره، كان خلافنا ونقاشنا الوحيد هو أية غرفة من غرف المنزل ستخصص لتدخين الماريجوانا وكان اقتراحي أنا أن نخصص الطابق السفلي لأني لم أكن أريد ان أقع في مشاكل مع القانون، وخلال ثلاثة أشهر لم أستطع أن أحيا دون " البضاعة" التي يزودني بها سامر فقد أدخلني إلى عالَم لم أختبره قبلاً عالم كنت أجهل مدى قوته، كنت أستطيع أن أرى ما ترسمه الفراشات بأشعة الشمس فمخيلتي كانت تعج بالحياة وتضع قناعاً على الاكتئاب الذي كنت أعاني منه
مع مرور الوقت بدأت مخيلتي النشيطة تزيد الفراغ في حياتي، وحدث في إحدى الأمسيات عندما كنت أجلس على الشرفة في منزل والدة سامر، كان الشارع مظلماً جداً و لا يوجد سوى اضاءة المصابيح الموجودة في الشوارع. كنت وحيدة وكان سامر في الداخل والجيران جميعهم نائمون. شاهدت شيئاً غريباً في الشوارع مثل جموعات من العفاريت شريرة المنظر وذات مخالب خفت وبقيت بلا حراك خوفاً من أن يلاحظوني ،و في هذه الأثناء خرج سامر إلى الشرفة،و استمريت أنا في تحديقي في الشارع وكلي أمل أنهم لم يروه وسرعان ما بدأ الليل بإخفاء تحركاتهم لدرجة أنني لم أعد استطيع رؤيتهم.
شتت سامر تركيزي وبدأنا بعدها بالتحدث، إدركت كم أنني نحيلة و شعرت بعدها بسوء حاولت عبثاً أن أهدأ و أقول لنفسي أنني بخير وأنني مازلت استمتع بوقتي و لا مشكلة في كوني نحيلة. كنت خائفة أن يقطع سامر عني إمداداتي إن أخبرته فأعود بعدها وحيدة أعاني وحدتي.
في صباح اليوم التالي استيقظت أبكر من عادتي وبقيت مستلقية في فراشي احدق في السقف كان تفكيري صافياً جداً وغير مضطرب لأول مرة منذ فترة طويلة ورحت أفكر ؛ إنني أتعايش مع هذا الوضع ارضاء للآخرين ، وأحتفل حتى يطلع الصباح وافعل أشياء تحدث فقط في القصص البوليسية ،وأخيراً اعترفت لنفسي أنني لم أكن على قيد الحياة حتى ذلك الصباح ، وعندما استيقظ سامر اخبرته أنني ذاهبة إلى الجامعة وأنني لا أريد أن أعيش بهذه الطريقة بعد الآن.
كان سامر يحدق بي وعلى وجهه علامات الذهول فهو لم يراني مصممة بهذا القدر من قبل، لقد كنت ثابتة وواضحة جداً و صممت أن أفلت من قبضة مناوراته.
إتصلت مع أهلي واخبرتهم أنني أريد أن أذهب إلى الجامعة وأنني سوف أمر عليهم اليوم التالي لأودعهم أما بالنسبة لعائلة سامر فكانوا يظنون أنني سيئة لأنني سوف أتخلى عنه بعد أن فعل الكثير من أجلي فكيف لي أن أكون أنانية لهذه الدرجة . . .
ذهبت إلى الجامعة ولن أنسى أبداً " زنزانتي" الاسمنتية الباردة رقم 823 والتي تُعرف باسم غرفة النوم. هل فعلاً سوف تغير الجامعة حياتي؟ هذا ما كنت أظنه ولكن مع الأسف شعرت بالفراغ مرة أخرى.
بدأ الإكتئاب يقتحم حياتي حتى أنني فكرت في الانتحار، كنت أرمي سيجارتي من شباك غرفتي في الطابق الثامن وكنت أشعر بالغيرة من الحرية التي تتمتع بها تلك السيجارة. كان وضعي سيء جداً كنت أريد الانتحار فعلاً.
لقد صرفت انتباهي عن مأساتي عندما وصلت رفيقتي في السكن التي كانت معي في نفس الغرفة. لقد كانت فتاة رائعة جداً وكنت سعيدة معها خلال الأسبوع الأول من الدراسة فقد كنا نحتفل و نحتسي الكحول وكنت آمل أن أنسى معاناتي وأن يتلاشى اكتئابي.
طلبت مقص من زميلتي وبدأت بقص شعري الذي كان يتدلّى على كتفي، سمعت أصواتاً فنظرت لأرى أنني كنت أسلّي جميع من كانوا في الساحة تحت ضوء الشرفة كنت أسمعهم يقولون "سوف تندم على ذلك في الصباح"، "أريد أن ارى وجهها غداً." فقلت في نفسي:" بكل تأكيد ستعجب الناس بجرأتي في أن أكون ما أريده، فضحكت وشعرت بالإنتصار، إنتصار على ماذا؟ لا أعلم.
بعد شهرين ذبلت حماستي العصامية. فإذا مر أحد لزيارتي كان يجدني في واحدة من ثيابي المفضلة، بنطالي الأسود القطني الذي كانت تبدو فيه ساقاي أنحف مما هي عليه. هذا النحف الذي كنت فخورة به مرة اصبح الآن ضعفاً . . كنت قوية لأقود دراجة أو لألعب الكرة أما الآن فأنا عديمة الفائدة حتى أن قدماي نحيفتان جداً لدرجة أن المشي على الأرض الاسمنتية في غرفتي المغطاة بطبقة من السجاد كان يؤلمني. حتى ثدياي اللذان كانا ممتلئين سابقاً تقلصا الآن وعيناي اصبحتا عديمي المرح. أصبحت اتحدث بصوت قاتم، شفتاي متورمتان بسبب أنني وضعت فيها حلقة معدنية في السابق. حلمتي المثقوبة ما زالت وردية اللون ولكنها تعاني من جرح ملتهب بسبب الحلقة. على الأقل الحلقة التي في أنفي ما زالت تتحرك بحرية.
ذهبت بجانب النافذة لأجلس على مقعد منزلي الصنع مقعد أخضر اللون بأرجل سوداء. كنت أستطيع رؤية بقية الغرف و والنظر إلى الطلاب وهم يمشون حيث لا أستطيع أن أمشي، كنت أتأمل رماد سيجارتي المتطاير وأفكر في رمي نفسي وراءه
هل هذا هو ما أردت أن أكون عليه؟ أين ذهبت كل قواي؟ كنت قوية فيما مضى والآن كتفاي مرتخيان نظراتي منهكة،الليالي خالية من الأحلام وساعة المنبة لم تعد مزعجة في الصباح، حتى أنني لم أهتم بتسديد إشتراكات الوجبات و أصبحت الملابس المتسخة كثيرة ومتناثرة ،النشاط ( الطاقة) الوحيد في الغرفة هي الثلاجة التي تحتوي على البيتزا المتعفنة. رميت سيجارتي من شباك الطابق الثامن و عيناي تلاحقها حتى وصلت إلى الأرض و بعدها جلست على سريري وأخذت دفتري على أمل أن أكتب "نفسي" بعيداً عن الفراغ:
كتابة بلا هدف
كلمات بلا معنى ، لا إبداع ولا قيم
صعوبة
قلق
ذبول
جوع
مستنزفة
معذبة
مرتبكة
محتارة
مضطربة
عمياء
رميت بنفسي على وسادتي وتمنيت القليل من الهدوء لأفكاري المعتمة، تساءلت . . إلى متى سيستمر ذلك؟
كان تواصلي الوحيد مع الناس هو عن طريق رسائلي إلى العائلة والأصدقاء كانت إحدى رسائلي المفضلة من رودني م. وهو رجل نشيط واعظ في كنيسة كنت احترمه كثيراً كان يؤمن بما يفعله، لقد راقبته وأنا أكبر عندما كان يربي طفلة اخت زوجته ،كان يربيها كما لو كانت ابنته دون أي ضمانة من أنه سوف يتمكن من الاحتفاظ بكنزه الحبيب.
عندما كان يزور والدي كان يتحدث عن محبة الرب وعطفه كان يتكلم بثقة وهدوء وإيمان، سألني في أحد الرسائل عن" كيف كانت أموري "وقال لي أيضاً كيف التقى زوجته في جامعة واشنطن وقال أنه إن عندما يأتي إلى المنطقة سوف يقوم بزيارتي. كانت هناك نغمة مثيرة في هذه الرسالة و كان يتحدث عن جامعة واشنطن وعن إمكاناتها المتوفرة.
كنت أسخر من هذا الرب العظيم الذي تركني بلا مساعدة خلال كل ما مررت به. أردت أن أخبر رودني عن اكتئابي فقد كنت يائسة واحتجت لشيء ليعينني فلم أكن أنجح في أي من صفوفي وزميلتي في الغرفة سرقت صديقي فقررت أن اكتب له رسالة.
بدأت أخبره عن يسوع المسيح وكيف أن هذا الابن العظيم قد تخلى عني وتركني وحيدة في ظلامي عندما كنت اكتب كلمة يسوع لم أكن أعرف كيف اكتبها هل هي "يسوع" أم "ياسوع" مع أنني قد تربيت في بيت مسيحي وكنت أرنم ترانيم لهذا الشخص المدعو يسوع المسيح، وكان الكتاب المقدس يخبرني أن هذا الشخص يحبني ولكني لم أكن أحس بذلك لذلك كنت مضطربة ومتوترة.
سألت زميلتي في الغرفة وأجابتني بسرعة " يسوع" لقد تعجبت من سرعتها فكيف لها أن تعرف وأنا لا. بعدها قلت لنفسي كيف لي أن ألوم الرب على بؤسي وأنا لا أستطيع حتى أن اتهجى اسمه بشكل صحيحح، لا يبدو أننا نعرف بعضنا فنحن لم نلتقي أبداً بعثت الرسالة من دون أن أعترف بذنبي في القاء اللوم على الشخص الخطأ.
استمر عقلي يعمل بوضوح ومنطق بعد كتابة تلك الرسالة فكم من أشخاص لمتهم على تعاستي و بؤسي دون أن يكونوا مسؤولين عن ذلك. ماذا لو كنت أنا السبب؟ فأنا لا أستطيع أن ألوم الآخرين و لا استطيع أن ألوم الله لأني لم أعرف حتى كيف أكتب اسمه، من بقي لألومه؟ نفسي؟
احتجت إلى خطة بعد أن استنفذت كل الموارد التي أعرفها ، رسبت في الفصل الأول وانسحبت في تشرين الثاني مع أن الفصل ينتهي في كانون الأول لأنه لم يكن مجال لإنقاذ الفصل.
بدأت مجدداً بالعمل في دار للمسنين كنت أعمل فيها خلال أيام الثانوية كنت مساعِدة ممرضة مؤهلة، هذا النوع من العمل أعطاني فرصة أن أبدأ في التواصل مع الناس، لم يكن الكبار في السن مصدر تهديد بل كانوا بحاجة إلى الحب والقبول مثلي تماماً.
في هذا العمل لم يكن من المسموح أن يكون لديك شخص مفضل ولكن كلنا كان لدينا، كنت أحب امرأة اسمها سوسن كانت تعاني من مرض الزهايمر الذي يؤدي إلى أن يصبح الشخص غير قادر على الحراك وغير قادر على الابتلاع، في النهاية عقدتُ اتفاقية مع الله. بالتأكيد سوف يقول لك أي شخص واعظ أنه لا يمكنك أن تعقد اتفاقية أو صفقة مع الله ولكني فعلت ذلك بأي حال، و قلت لله:" إن أخذت هذه السيدة سريعاً ولم تجعلها تعاني فإني سوف اتبعك من جديد"، لقد عقدت هذا الاتفاق مع الله قبل اسبوع من انتقال تلك السيدة من العنبر الذي كنت أعمل فيه إلى العنبر الآخر المخصص لمن لا يستطيعون المشي وأن يخدموا انفسهم.
بعد اسبوعين كنت أشرب سيجارتي في استراحة العشاء عندما أتت إلى ممرضة واخبرتني أن سوسن قد توفيت. بعد ذلك اطفأت سيجارتي وذهبت إلى غرفة سوسن كان النور يشع في الغرفة كانت سوسن تبدو راقدة بسلام قالت الممرضة أنها اعطت سوسن طعاماً وبعدها ذهبت لتفتقد شخص آخر وعندما عادت كانت سوسن قد فارقت الحياة. لقد توفيت ولم تضطر أن تعاني ذهبت دون ألم ودون معاناة. فتذكرت اتفاقيتي.
كان لدي صديقة وفية اسمها سناء كانت تعمل معي في عنبر الزهايمر كانت لديها الكثير من الأسئلة التي تتعلق بهذه الحياة لذلك عرضت عليها الذهاب وحضور اجتماع الكنيسة يوم الأربعاء فقبلت بلهفة واتفقنا أن نذهب للكنيسة معاً
كان راعي الكنيسة متحمساً ليعطي الناس فرصة للتعرف على الله وقبوله في حياتهم، وكانت العظة واضحة فقد أخبرنا الراعي عن محبة الله لنا وأنه يريدنا أن نكون في علاقة معه وقد ذكّرنا أننا لا نملك أي شيء نقدمه لله سوى أنفسنا والله بدوره سيمنحنا محبته، استمر بالتكلم عن مسامحة الله لنا من خلال ابنه يسوع المسيح فالمسيح هو الله نفسه الذي مات على الصليب من أجلنا، انتهى الاجتماع بعد أن صلى" جو "صلاة بسيطة وقال مخاطباً الحضور: "لا أريدك أن تصلي وأن تعد الله بأي شيء، أريدك فقط أن تفتح قلبك للرب وتقول له:" ها أنا ذا يا رب"وافقت على ذلك إذ لم يكن لدي شيء اعرضه كان لي قلب محطم، وخدمة مع اشخاص كبيري السن، ولم يكن لي أصدقاء شباب ، كنت عبارة عن بضاعة تالفة ولكني كنت أريد أن أحاول أن أكون في علاقة مع الله لكي أرى ما يستطيع فعله في حياتي وبهذه الفوضى التي أعيشها بدت تلك الصلاة بسيطة "يا رب هأنذا أفعل بي ما تشاء" لقد نويت أن أعقد اتفاقية اخرى فتدفق إلى قلبي نور ودفء وشعرت بقوة عظيمة.
فتحت عيناي فبدت الغرفة وكأنها تتوهج طلب منا أن نرفع أيدينا إذا كانت تلك الصلاة تعبر عن ما نريده استرقت النظر لأرى إن كانت هذر قد رفعت يدها ووجدت أننا رفعنا أيدينا وأخفضناها بسرعة، شعرت أنني مليئة بالفرح لدرجة أنني لم اتمالك نفسي فمشيت إليه وصافحته بشدة وقلت له أنني صليت الصلاة وأردت أن أشكره.
لأن الله غير مرئي إحتجت إلى شيء مكتوب أتمسك به ليبقيني واثقة في علاقتي الجديدة معه، والآية التي تمسكتُ بها من الكتاب المقدّس كانت من الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي:" أمين هو الذي يدعوكم الذي سيفعل ايضاً "
والآن هناك شيء أستطيع الإعتماد عليه مهما ساءت الظروف ألا وهو وعود الله في كلمته (الكتاب المقدس) الله أمين و جدير بالثقة، ليس هذا فقط بل أنه سيفعل ويكمل العمل معنا وهذا شيء مشجع جداً خصوصاً مع وجود الفراغ الذي كنت أشعر به.
الفرصة الجديدة في الحياة لا تعني إنتهاء العمل، فما زال عليّ أن أفعل الكثير بما في ذلك تغيير مهنتي. كان من الصعب العودة إلى الدراسة لكني الآن مقبولة ومحبوبة من قبل الله وهو يتوقع شيئاً مني و لديه خطة لحياتي، ولكن لأنني قد تفكرتُ بالموت لسنوات عديدة كان من الصعب علي الآن أن أتفكّر في الحياة.
شعرت بظلام يلتف حولي ظلام ثقيل وخانق ولم أعرف ماذا أفعل، وفجأة سكنت أفكاري وقلت في نفسي: " مهلاً لماذا علي أن أختبر أفكار كهذه؟ لا ينبغي علي أن أفكر بهذه الأفكار الكئيبة والمحبطة بعد اليوم فالله قد حررني من ذنوبي، وتذكرت القصة المذكورة في الإنجيل عن المرأة الزانية التي أحضرها رجال متدينون إلى يسوع المسيح و تحدوه قائلين أنها يجب أن تُرجَم " اما يسوع فانحنى الى اسفل وكان يكتب باصبعه على الارض. ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولاً بحجر. ثم انحنى ايضا الى اسفل وكان يكتب على الارض. واما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكّتهم خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ الى الآخرين.وبقي يسوع وحده والمرأة واقفة في الوسط." وهذا دليل على أنهم جميعاً كانوا مذنبين ويستحقون العقاب الذي كانوا سيوقعونه بالمرأة. إنتظرت المرأة أن يعنّفها يسوع ويشهر خطيتها، لكن يسوع سألها:" يا امرأة اين هم اولئك المشتكون عليك.أما دانك احد؟" فقالت المرأة:" لا احد يا سيد." فقال لها يسوع :" ولا أنا أدينك اذهبي ولا تخطئي ايضا" . أدركت المرأة شيئين أولهما أنها ليست الخاطئة الوحيدة وثانيهما أن المسيح لم يرجمها.
لماذا هو شيء مهم أن المسيح لم يرجمها؟ لأن المسيح وحده من له الحق في أن يرمي الحجر الأوّل، فهو وحده الذي بلا خطية وهو وحده الكامل لأنه هو الله الظاهر في الجسد ولأنه الله فلديه السلطة أن يغفر الخطية وأن يدينها. لقد قال:" من كان منكم بلا خطية فليرمها اولاً بحجر"، وفي ذلك كشف لخطايا المشتكين. وقال أيضاً:ً" ولا أنا أدينك اذهبي ولا تخطئي ايضا" وكأنه يقول لها إذهبي والتفتي بحياتك اليّ،بالنسبة لي شخصياً كنت أعمل على أن لا أخطئ، ولكني بدأت أنسى حقيقة أنه إذا كان المسيح لا يدينني فمن يفعل ذلك؟ لا أحد، لا يجب لحياتي أن تنحدر نحو الموت، لا يجب أن نُشل من خيبات الأمل والأمور غير المتوقعة في الحياة، فنحن لنا رجاء من خلال المسيح.
العلاقة مع المسيح هي الحل لجميع الإضطرابات الداخلية، ولأنه حي يمدني بالقوة والحياة، وما يبقي الأمل حيّاً هو صدق الله وأمانته وكونه جدير بالثقة، لقد سمح الله أن أمر بفراغ رهيب حتى أدرك أن الحل هو فقط من خلاله.
ما زلت في صراع مع مظهري الخارجي، وكنت أبذل جهداً لتصديق أن محبة الله لي محبة غير مشروطة، ولكي أبسط الموضوع قلت أن الله يحبني مهما كان، وللآن لم أستوعب ذلك بشكل كامل، كنت لا أزال أخاف من زيادة الوزن وخصوصاً بعد أن زدت 50 باوند بعد أن تركت تدخين المخدرات.كنت ما زلت أدخن السجائر العادية لأنني قلت في نفسي لو أقلعت عن كل شيء دفعة واحدة فإنني سأموت لإعتقادي أن حياتي كلها كانت معتمدة على أشياء كهذه، و لكن الحقيقة هي أنني لم أكن أعلم كيف أعتمد على الله.
التحرر من علامات الاكتئاب:
مع أن الحياة كانت لا تزال مؤلمة لكني وللمرة الأولى لا أعيش فقط لليوم الذي أنا فيه بل أن اتطلع للأبدية مع يسوع المسيح الذي يملأ أي فراغ في الحياة، وهو الإله الذي يتحدث عنه الناس، الإله الذي تخلى عن كل شيء وأتى إلى الأرض ليعطينا الحياة الأبدية هذا هو الشخص الذي أريد أن أكون على علاقة معه هذا هو الشخص الذي حماني من تنفيذ فكرة الانتحار ورمي نفسي من النافذة و ها هو يقول لكل من يريدونه "تعالوا إلي"
◄ | لقد قبلت يسوع مخلصاً شخصياً.. ماذا ينبغي عليّ أن أفعل بعد ذلك؟ |
◄ | التعرف على الله معرفة شخصية |
◄ | إذا كان لديك أى سؤال أو تعليق على هذا المقال، رجاء أرسل لنا الآن |