×  
بحث  
كل ما يهمك فى الحياة العملية والجامعية
الوجود

كيف وجدت ملحدة الله؟

PDF More Share by Email Twitter Share Facebook Share WhatsApp Share

يمكنك أن تزعج كثير من الناس الدينين بطرح هذا السؤال عليهم:"كيف تعرف أن الله موجود؟"

من الممكن أن يكون هؤلاء الناس ممن يتعجبون من دوافعى. أو ربما ليس لديهم أي فكرة عن الإجابة. ولكن الكثير منهم ستكون إجابتهم "حسناً أنت بكل بساطة تعرف."

لا أحاول أن أكون معقدة. ولكني بأمانة لم أكن أعرف أن الله موجود وكنت أتمنى أن أجد شخص يعرف.

وبعد مرور شهور على هذا الوضع فكرت في أمر ما "هنا يوجد الأشخاص الذين يقولون إنهم مؤمنين بالله ولكن لم يعرف أي منهم لماذا يؤمن بالله!" وتيقنت من تلك الفكرة أكثر عندما عرفت حقيقة بابا نويل. فقد بدى الأمر أمامي جلياً بأن فكرة وجود الله قصة مُصطنعه. من الممكن أن يكون بعض الناس إحتاجوا أن يؤمنوا بالله. ولكن من الواضح إنه ليس هناك إثبات ولا دليل محدد.

وعند إذ وصلت لأبشع نتيجة بإن الله لا يُوجد بالفعل.

وكنت مؤمنة بتلك الفكرة لسنين ولم أكن أتوقع إنها يمكن أن تتغير يوماً ما. ولكن بعدها تقابلت مع شخص ما جعلني أهتم بإحتمالية وجود الله. فقد كانت تلك المرأة مهتمة بي ولطيفة وذكية جداً. فمن المزعج أن تجد شخصاً يمتلك هذا القدر من الذكاء ويؤمن بالله.

فقد كانت تتحدث عن الله على إنه أعز صديق لها ويحبها بشدة. وكنت أعرف حياتها جيداًَ. فقد كانت تلقي بكل إهتماماتها عند الله كما لو كانت تؤمن بإن الله يمكنه أن يجد طريقة لذلك الأمر أو على الأقل فهو مهتم بأمورها. فقد كانت تقول لي بإنها تصلي لله حتى يتدخل في حل مشاكلها. وكل أسبوع كنت أرى أموراً تبدو وكإنها إستجابة لصلاواتها. ولإكثر من سنة كنت أرى حياتها من خلال ظروف مختلفة وكانت مقتنعة تماماً بإن الله موجود.

ولذا أردت أن أومن بالله لإنني عشقت حياتها ومحبتها للآخرين. ولكنني لم أكن أستطيع أن أومن بشيء ما ضد فكري وضد تقيماتي. فالله ليس موجود. ومن الأفكار اللطيفة بأن إحتياجك لأمر ما أن يكون صحيحاً ليس مبرراً أن يجعلها صحيحة.

وفي خلال هذا الوقت كنت أدرس - ما أتخيله- فلسفة بناءه جداً. ومؤخراً عرفتها بإسم الوجودية.

ومع ذلك فقد جربت شيء بهذه الفلسفات لا أتوقع أن كثير من الناس يعرفونه. ففي كل أسبوع تقريباً كنت أدرس حياة فيلسوف معين وبعدها أحاول أن أطبقها مثل حياة نيتشه وهيوم و دوستويفسكي وسارتر وأفلاطون إلخ. فقد كنت أتطلع لأفضل فلسفة تصلح مع الحياة. ووجدت أن كل هذه الفلسفات إما ناقصة أو ليست عملية حتى نطبقها على حياتنا. وظليت أبحث.

وفي ذلك الوقت كنت أتحدى صديقتي في كل سؤال عن وجود الله. وكنت أجد نفسي أكتب أسئلة في آخر الليل. وأستمر هذا الوضع تقريباً سنة. ويوماً ما أعطتني كتاب جاوب بالتحديد على كل أسئلتي ومن هذه الأسئلة هل الله موجود؟ هل يسوع هو الله وماذا عن الكتاب المقدس؟ فقد كان هذا الكتاب يعرض حقائق ولا يقدم تعليقات مثل "إنه عليك أن تؤمن."

فقد قدم هذا الكتاب بعض الدلائل عن الله وكانت منطقية. ولكنني لم أكن متعمقة في العلوم. ومع ذلك فإن الأجزاء التي أقنعتني كانت الصفات الكيميائية للمياة ووضع الأرض بالنسبة للشمس. فقدد صمم الكتاب هذه الأفكار بمثالية عالية ووضعهم جنباً إلى جنب بمنتهى الدقة. وأصبح إيماني بإنه لا يوجد شيء وراء كل هذا أقل من إمكانية وجود الله. فأصبح لدي القليل من الأسباب لكي أكون واثقةً بعدم وجود شيء من ناحية وعلى الجانب الآخر أصبح لدي الكثير من الأسباب للوصول إلى النتيجة بأن الله من الممكن أن يكون موجوداً.

وبعدها تواجهت مع موقف تحدى فلسفتي التي كنت أحيا بها. فكل ما وضعت إيماني فيه أثبت إنه غير كافي. وصُدمت عندما رأيت أنني ضائعة ولا أستطيع الوصول لحياة موثوق فيها بالكامل. ومع ذلك فإن المشكلة حلت نفسها. وأستطعت أن أسير للأمام. وأصبح لدي شخصية ثابتة جميلة. ففي كل حياتي لم أشعر يوماُ ما إنني أحتاج بالفعل. فلم أعيش في أزمة مستمرة ولا فراغات أو صراعات كبيرة. ولا يوجد شيء يجعلني أشعر بالذنب.

ولكن فكرة وجود الله لم أستطع التخلص منها من عقلي...

هل كان موجود؟؟ وهل هو موجود؟ من المحتمل أن يكون الله موجود....

وفي إحدى الليالي كنت أتحدث مع صديقتي مرة أخرى وقد عرفت إنني قد حصلت على كل المعلومات التي أريدها. وعرفت بإنني لم أعد لدي أي أسئلة لأسئلها. ومع ذلك فأنا أحاول أن أُجادل. وفي لحظة فجائية إلتفتت إليَ صديقتي وقالت:
"أتعلمين إنني لا يمكنني أن أتخذ لك القرار والله لن يظل منتظراً للأبد."

وفي الحال عرفت أنها مُحقة. فإنني ألعب بقرار مهم للغاية. لذا رجعت إلى المنزل وقررت أن أتخذ قرار. فإما أن أسأل الله أن يأتي لحياتي أو أن أنهي القضية بالكامل ولا أسمح لنفسي مرة أُخرى بالتفكير في إمكانية وجود الله. وكنت متعبة من الدخول في هذا القرار وكنت متعبة أيضاً من التفكير فيه.

لذا راجعت في ثلاث أو أربع ساعات كل شيء قرأته ولاحظته. وقيمت كل هذا. وإستنتجت أخيراً أن دليل وجود الله قوي جداً مما جعلني أشعر أكثر بالإيمان في وجود الله من عدم الإيمان بوجوده. وبعدها كان عليّ العمل بهذه النتيجة.

وعرفت إنها نتيجة عقلانية أن أومن أن الله موجود فالطريق كان مُنير جداً. فهو مثل الإيمان بوجود الطائرات. إن الإيمان بالطائرات لا يعني أي شيء ومع ذلك إذا أردت الذهاب إلى مكان ما وكانت الطريقة التي يمكنك بها الذهاب بها إلى ذلك المكان هو الطائرة فعليك أن تأخذ القرار لتعمل هذا وتلحق بالطائرة.

فأنا أحتاج أن أتخذ القرار للتحدث مع الله وأريد أن أسأله أن يأتي إلى حياتي.

وبعد ساعات قليلة من التفكير تخاطبت مع الله:
"حسناً إنك قد فوزت في المعركة وأطلب منك أن تأتي إلى حياتي ويمكنك أن تفعل بها ما تريد أن تفعله." (كان من المعقول بالنسبة لي إنه بما إنه الله موجود فله كل الحق في التأثير وتوجيه حياتي إذا أراد أن يفعل هذا)

ذهبت إلى النوم وفي صباح اليوم التالي وكنت أتسأل إذا كان الله مازال موجوداً وللأمانة شعرت بأنه موجود. وهذا هو الشيء الوحيد الذي كنت متأكدة منه. وحالاً أصبح لدي رغبة كبيرة لمعرفة ذلك الإله الذي أُومن به الآن.

فأردت أن أقرأ الكتاب المقدس. وعندما فعلت هذا شعرت بأن الله يقول فيه من هو وكيف يرى معنى العلاقة معه. وقد كان ذلك عجيباً. ومما أدهشني كيف انه يتحدث دائماً عن محبته. فلم أكن أتوقع ذلك. ففي عقلي توصلت إلى وجود الله ولكن لم يكن لدي أي توقعات عن شخصيته. ولكن الله أختار أن يتواصل معي بمحبته. وكانت هذه هي المفاجأة.

والآن فإن إيماني بالطبيعة الشكوكية ما زال موجوداً. وكنت أسأل نفسي في الشهور الأولى أو السنة الأولى كلها "هل أنا حقاً أومن بالله؟ ولِما أفعل هذا؟" وبعدها راجعت خمس أسباب مهدفين لسبب إيماني بوجود الله. وبعدها تيقنت أن إيماني بالله لا يعتمد على المشاعر ولكن على الحقائق والأسباب.

فبالنسبة إلي كان الإيمان بالله مثل أساس المبنى. فالحقائق والأسباب كانا يدعمان إيماني. فهذا مثل شخص يعبر كوبري البوابة الذهبية. فيمكنه أن يشعر بما يريد عن الكوبري. ولكن بناء وتصميم والمواد الستخدمة في الكوبري هم ما يسمحون بالعبور عليه بآمان من أوله إلى آخره. وبنفس الطريقة إيماني بحقيقة وجود الله.

فالأسباب العقلية والتاريخية والعلمية لإيماني بوجود الله كانوا مهمين بالنسبة لي. يوجد بعض الناس يبدون وكأنهم لا يحتاجون لتلك الأمور. ولكنني أكره أن أكون حمقاء فأسباب وجود الله تعني الكثير بالنسبة لي.

+ تابع الجزء الثانى من القصة

 التعرف على الله معرفة شخصية
 إذا كان لديك أى سؤال أو تعليق على هذا المقال، رجاء أرسل لنا الآن

شارك مع أخرين
More Share by Email Twitter Share Facebook Share WhatsApp Share