×  
بحث  
كل ما يهمك فى الحياة العملية والجامعية
الوجود

هل الله حقيقي؟

يؤكّد العلم لنا حقيقة وجود الله. أهمية الحمض النووي DNA.

PDF More Share by Email Twitter Share Facebook Share WhatsApp Share

تزعّم الفيلسوف البريطاني د. أنتوني فلو الحديث باسم الإلحاد وكان ناشطاً في عدد كبير من المناظرات. مع ذلك أدّت به الاكتشافات العملية الحديثة في السنوات الثلاثين الماضية إلى الوصول إلى استنتاج لا يمكن التغاضي عنه صرّح به في مقابلة مصوّرة في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2004 حين قال: "إن التفسير الجيد والوحيد لأصل الحياة وتعقيدات الطبيعة هو وجود ذكاء فوق طبيعي".1 وكان اكتشاف الحمض النووي موضوعاً بارزاً أخذه بالاعتبار في استنتاجاته. وفيما يلي السبب وراء ذلك؟

يشبه الحمض النووي في خلايانا لغة البرمجيات المعقدة في الكمبيوتر. فالصورة التي على اليسار ترينا برنامج الكمبيوتر مكوناً من سلسلة رقمية من الآحاد والأصفار، وهو ما يعرف باسم نظام العد الثنائي. إن تسلسل هذه الآحاد والأصفار هو ما يجعل برنامج الكمبيوتر يعمل بالصورة الصحيحة.

وبنفس الطريقة، يعمل الحمض النووي معتمداً على أربع قواعد نيتروجينية كيماوية تعرف بالاختصارات A,T,G,C وهي تشابه شفرة الآحاد والأصفار في الكمبيوتر حيث تترتب هذه الحروف في الخلايا البشرية بصورة معينة. مثلاً: CGTGTGACTCGCTCCTGAT وهلم جرا. وترتيب هذه الوحدات في الخلية هو الذي يوجه عمل الخلية بطريقة معينة.

أما الأمر الذي يدعو للدهشة هو أن ضمن المساحة الصغيرة للخلية الواحدة في جسدك هناك شيفرة تتكوّن من بلايين من تلك الوحدات النتروجينية الطويلة.2 ولفهم حجم المعلومات الموجودة ضمن خلية واحدة يكفي أن تعلم بأنك "قد تحتاج ثلاثين عاماً لقراءة تلك الشيفرة شفهياً، إن كنت تقرأ بمعدل ثلاث أحرف في الثانية قراءةً متواصلة ليلاً ونهاراً".3 انتظر، هناك المزيد!

لقد تبين أن 99.9% من حمضك النووي مشابهة لتلك الصفات الوراثية التي يحملها أي شخص آخر.4 وأن الأمر الذي يميزك عن الآخرين لتكون فريداً من نوعك هو فرق غاية في الصغر، فرق كسور ليس إلا، في تسلسل تلك الأحرف أو الوحدات النتروجينية التي تبلغ ثلاثة بلايين في الخلية الواحدة الخاصة بك.

في بلد مثل الولايات المتحدة الأميريكية تقوم الحكومة بتحديد كل شخص بمنحه رقماً وطنياً مكوّناً من تسعة أرقام فقط لتميز كل فرد عن الآخر. لكن ما يميزك في الواقع هو وجود ثلاثة بلايين وحدة نتروجينية في كل خلية من خلايا جسمك، والتي تشكل الحمض النووي الخاص بك وفقط بك. شفرة الحمض النووي الخاصة بك تحدّد من أنت وتحدّد سلوك الخلايا الخاصة بك!

بإمكانك أن تدرك سبب أهمية الحمض النووي DNA

لقد قال د. فرانسيس كولينز وهو مدير مشروع الجينوم البشري والتي تعنى بتعيين خارطة الحمض النووي، قال بأنه يمكننا أن "ننظر للحمض النووي كأنه مخطوطة مفصّلة، كبرنامج كمبيوتر (Software Program)، موجود في نواة الخلية.5

يعلّق بيري مارشال، اختصاصي نظم معلومات، حول مضمون هذا الأمر بقوله: "لا يوجد على الإطلاق برنامج كمبيوتر يأتي من تلقاء ذاته دون أن يتم تصميمه، سواء كان ذلك شيفرة برمجية، أو برنامجاً، أو رسالة معينة من خلال لغة ما، إلا وكان وراءه عقل ذكي أوجده".6

أما د. أنتوني فلو فقد تساءل كملحد سابق إن كان يحقّ لنا أن نسائل أنفسنا في أمر هذه الثلاثة بلايين وحدة نتروجينية التي تشكل الشيفرة الوراثية للخلية: من صاغ هذه الخارطة؟ من وضع هذه الوحدات التي تعمل ضمن الخلية؟

الأمر أشبه بكونك تسير عند شاطئ البحر فتجد على الرمال كتابة تقول "سامي يحب رنا". أنت تعلّم أن موجات البحر لم تقم بصنع هذا بل أن شخصاً ما كتب هذا، إذ أنها تتضمّن رسالة دقيقة، إنه تواصل واضح. الأمر ذاته في بنية الحمض النووي، فهي تركيبة معقدة مكوّنة من ثلاثة بلايين وحدة نتروجينية، مدوّنة بشكل يسيّر ويبرمج عمل الخلية!

كيف يمكن لأي شخص أن يفسر هذه الرسالة المتطوّرة والمشفّرة والقابعة في خلايانا؟

في السادس والعشرين من حزيران عام 2000 هنأ الرئيس كلينتون أولئك الذين أكملوا سلسلة الجينوم البشري. قال الرئيس كلينتون حينها: "اليوم، نحن نتعلم اللغة التي خلق فيها الله الحياة. نحن نكتسب أكثر من أي وقت مضى المزيد من الروعة البالغة التعقيد، المزيد من الجمال، روعة عطية الله المقدسة والإلهية".7 ثمّ اعتلى المنصة بعد الرئيس كلينتون د. فرانسيس كولينز مدير مشروع الجينوم البشري والذي صرّح قائلاً: "إنه لأمر يبعث على التواضع بالنسبة لي، ويثير الذهول بأننا أمسكنا طرف الخيط وألقينا نظرة خاطفة على كتاب التعليمات المتعلّق بنا والمعروف مسبقاً لدى الله".8

عند النظر في بنية الحمض النووي في الجسم البشري لا يمكننا التغاضي عن وجود تصميم ذكي بل حاد الذكاء.

وبحسب الكتاب المقدّس-والذي يعتبّر هو الآخر عميقاً ومعقداً بحد ذاته- فإن الله ليس فقط من صاغ وجودنا، بل هو أيضاً صاحب العلاقة التي تعطي معنىً لوجودنا. كل الأمور الحسية التي نتوق إليها.. القوة التي نحتاجها تبعاً لأي ظرف نمر به، الفرح، والحكمة وأن ندرك بأننا محبوبون، كلها يمكن لله وحده أن يقدمها لنا عندما نسمع له ونثق به. هو أعظم دليل يمكننا الوثوق به في هذه الحياة. إذ كما هندس بنفسه الحمض النووي العامل في خلايانا، فهو يعرض علينا أيضاً أن يرشدنا بالصورة التي تجعل حياتنا تعمل بشكل جيد، لتمجيده ولخيرنا، لأنه يحبنا.

ما أهمية الحمض النووي DNA؟ إنه دليل على وجود الله، فهو الذي صمّم أجسامنا، ويمكنك الوثوق به ليصمّم حياتك. هل سبق لك أن بدأت علاقة شخصية مع الله؟ هذه المقالة تشرح لك: كيف تتعرّف على الله معرفة شخصية

لمزيد من الأدلة التي تجيب على السؤال: هل الله حقيقي؟ يمكنك قراءة المقال: هل يوجد إله؟

 التعرف على الله معرفة شخصية
 إذا كان لديك أى سؤال أو تعليق على هذا المقال، رجاء أرسل لنا الآن

الحواشي: [3] المرجع السابق [4] المرجع السابق، ص.125 [5] المرجع السابق، ص. 102 [8] المرجع السابق، ص.3

الحواشي: [1] Healthy-elements.com/atheists.html [2] Francis S. Collins, director of the Human Genome Project, The Language of God (Free Press, New York, NY), 2006, p 1. [6] Perry Marshall, information engineer, cosmicfingerprints.com. (Other concepts in this article also may be attributed to Perry Marshall.) [7] Francis S. Collins, The Language of God, p 2.


شارك مع أخرين
More Share by Email Twitter Share Facebook Share WhatsApp Share